دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

وقد حان لنورها أن يسطع

يا أخا المصطفي أزفّ ولائي         لك بشراً في مولد الزهراء 

وُلدت والعفاف ينضح منها           مستفيضاً علي بني حواّء

وكساها من القداسة برداً              أين منه قداسة العذراء

هي أمّ السبطين بضعة طه            زوجة المرتضي وخير النساء

هي تفاحة حباها لطه                من جنان الخلود ربّ السّماء

حوّلت نطفة بأطهر صلب             هو أصل للصفوة الأمناء

هي صدّيقة النساء تسامت           بعلاها من نسله حوراء

حدّثت أمها وكانت جنيناً             في حشاها بأصدق الأنباء

هي ريحانة الرسول وكانت             منه طيباً تفوح بالأشذاء

هي روح ما بين جنبيه كانت          ترتدي من حنانه برداء

فطم الله من لظي النار فيها            كلّ مولي لها من الأولياء

قال طه: دخلت جنّة عدن             في عروجي بليلة الإسراء

فتناولت رطبة هي كانت               نطفة للزكيّة الحوراء

وهي كانت تسمّي البتول               لطهر نزّهت فيه من جميع الدّماء

وهي في العرش قبل آدم كانت          قبساً زاهراً لأهل السماء

وهي كانت تزهو سناً لعلّي              و‌إزدهاراً كالفرقد الوضّاء

فُطمت من جميع شرّ وطمثٍ          يعتريها وقدّست بالثناء

فولاها براءة للموالي                    من عذاب الجحيم يوم الجزاء

وتلقّت حوادثاً وعلوماً                   من حديث الملائك الأمناء

هاك يا بضعة الرسول نشيدي            مستفيضاً من بسمتي وبكائي

أنا أرجو منك الشفاعة فيه               يوم بعثي مشفوعة بالشفاء(۱)

في ظلال أبيها رسول الله(ص) وبين أحضان أمها الطاهرة خديجة بنت خويلد بن أسد ولدت فاطمة الزهراء(ع) في مكّة المكرّمة يوم الجمعة في العشرين من شهر جمادي الآخرة(۲). فلما أرادت خديجة أن تضع حملها، بعثت إلي نساء قريش أن يأتينها ويلين منها ما تلي النساء ممن تلد فلم يفعلن وقلن: لا نأتيك ولا نلي من أمرك شيئاً، أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوّجت محمداً يتيم أبي طالب فقيراً لا مال له، فاغتمّت خديجة (ع) لذلك، فبينا هي كذلك إذ دخل عليها إربع نسوة عليّهن من الجمال والنور ما لا يوصف. فقالت إحداهن: أنا أمّك حوّاء. وقالت الأخري:أنا آسية بنت مزاحم. وقالت الثالثة: أنا كلثم أخت موسي. وقالت الرابعة: أنا مريم بنت عمران(أم عيسي). جئنا لنلي من أمرك ما يلي النساء(۳). ولما ولدت فاطمة (ع) وقعت علي الأرض حين وقعت ساجدة رافعة إصبعها(۴)، وكانت تحمل روح رسول الله(ص) وصفاته وأخلاقه، فكانت الوارث والشبيه، إذ لم يكن أحد في الدّنيا يماثل رسول الله(ص) في صفته وشمائله كفاطمة (ع)، لذا قالت عائشة: (ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاً وهدياً برسول الله (ص) في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله (ص)(۵). وأوحي الله عزّوجلّ إلي ملك فأنطق به لسان محمّد(ص) فسمّاها فاطمة، ثم قال: إنّي فطمتك بالعلم، وفطمتك عن الطمث(۶). وسميّت فاطمة (ع) فاطمة لأنها فطمت هي وشيعتها من النار(۷) ، ولأن الله عزّوجلّ فطمها وفطم من أحبها من النّار(۸)، ولأن الله قد فطمها وذريّتها من الناّر يوم القيامة (۹)، وفطمت من الشّر، وكان هذا الإسم محبوباً عند أهل البيت(ع) يحترمونه ويحترمون من سميت به.

1- ملحمة أهل البيت(ع)/ ص:۷/ج:۳/الفرطوسي.

2- المجالس السنية/ ص:۵۳/ ج:۵/ السيد محسن الأمين.

3- بحار الأنوار/ ص:۲/ ج۴۳/ المجلسي، وذخائر العقبي للطبري ونزهة المجالس للصفوري والشافعي، وينابيع الموّدة للقندوزي.

4- سيرة الملا وذخائر العقبي.

5- فضائل الخمسة من الصحاح الستة/ ص:۱۲۷/ ج:۳.

6- بحار الأنوار/ ج:۴۳/ ص:۱۶.

7- بحار الأنوار/ ج:۴۳/ ص:۱۲.

8- بحار الأنوار/ ج:۴۳/ ص: ۱۲.