دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

أفلا أكون عبداً شكوراً

حدّث الزهري قائلاً: «دخلتُ مع علي بن الحسين علي عبدالملك بن مروان، فاستعظم عبدالملك ما رأي من أثر السجود بين عيني علي بن الحسين فقال: يا أبا محمّد؛ لقد بيّن عليك الاجتهاد، ولقد سبق لك من الله الحسني، وإنت بضعة من رسول الله(ص)، قريب النسب، وكيد السبب، وانك لذو فضل عظيم علي أهل بيتك وذوي عصرك، ولقد أُوتيت من الفضل والعلم والدين والورع ما لم يؤته أحد مثلك ولا قبلك الّا من مضي من سلفك. وأقبل يثني عليه ويطريه. ثمّ قال فيما قال:«والله لو تقطّعت أعضائي وسالت مقلتاي علي صدري لن أقوم لله جل جلاله بشكرعشر العشير من نعمة واحدة من جميع نعمه التي لا يحصيها العادّون، ولا يبلغ حدّ نعمة منها جميع حمد الحامدين، لا والله؛ أو يراني الله لا يشغلني شيء عن شكره وذكره؛ في ليل ولا نهار؛ ولا سرّ ولا علانية. ولولا أن لأهلي عليّ حقاً؛ ولسائر الناس من خاصّهم وعامّهم عليّ حقوقاً؛ لا يسعني الّا القيام بها حسب الوسع والطاقة حتي أودّيها إليهم، لرميتُ بطرفي إلي السماء وبقلبي إلي الله؛ ثمّ لم أرددهما حتي يقضي الله علي نفسي وهو خير الحاكمين. وبكي(ع)، وبكي عبدالملك وقال: شتاّن بين عبدٍ طلب وسعي سعيها، وبين من طلب الدنيا من أين جاءته ما له في الآخرة من خلاق

1- بحار الأنوار:64/75.