دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

وقفة مع بضعة الإمام علي(ع)

النفوس المتطلعة إلى المعالي والمتطلبة طريقاً مخططاً إلى أوج الكمال والعظمة تنتهج لها من ذكريات عظماء الأسلاف ممن امتاز بأعمال مشكورة وخدمات خالدة تستجلي آثارهم وتستلهم أخبارهم وذكريات هؤلاء الأعاظم ترتكز عليها نهضة الأمم الحية إذ فيها من تهذيب النفس إلى اكتساب الفضيلة إلى اقتباس علم إلى عظة الى تثقيف عقل واحرى أن يحتفظ بسيرهم ولجدير بالحكيم ان انموذجاً ومسيراً له في حياته. ومن هؤلاء الأسلاف الأعاظم عقيلة الوحي وربيبة بيت النبوة وريحانة الامام علي وشقيقة شبيله الكريمين (ع) السيدة زينب الكبرى اذ لها اشرف نسب وأسمى حسب وأكمل وضخ قالبها بعطر الفضائل والأكارم فهي رمز الحق ورمز الجهاد في سبيل الله ورمز الاحتفاظ بالمبدأ والعقيدة ورمز الشجاعة والبلاغة ورمز المقارعة بالباطل ورمز الجرأة وقوة الجنان تجاه القوى الغاشمة وتقريع الظلمة ذوي الاقتدار بكلمة صدق وتدويخها بحق مرير دامغ وتخضيعها بحجة قامعة فهي مثال الزهد والورع والعلم والعفاف والشهامة فالعقيلة الطاهرة منار تهتدي به النفوس في التحلي باخلاق الله وتجتني منه ثمار المعرفة وتستلهم منه نصرة الحق والدفاع عن حريمة الأقدس إذ هي أحد أفلاذ كبد الزهراء(ع) ممن امتص لسان النبي الأعظم(ص) واستفاض من ذلك المنبع الطاهر الذي لا يفجر إلا بأمر الله وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فاغتذت بغذاء العلم والفضل والكرامة فنشأت نشأة قدسية وربيت تربية روحانية ولدت فزارها النبي واخذها في حجره واختار اسمها بوحي من الله وهنأه جبريل بولادة هذه الوليدة الطاهرة كأنها زهرة مونقة طلعت في منبت الوحي الطيّب وفاح عبيرها في أرجاء البيت العلوي وتباشر بنو هاشم وشاهد أهل البيت خدود النبي الأعظم(ص) مخضّلة بدموع ممزوجة بفرح وترح تنم عن اطلاعه بما تواجهه هذه المولودة من مأساة هائلة تتصدع لمثلها الجلاميد الصم ولكن تتحملها بكل صبر وسلوى.