دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

التكيّف مع التحولات

وبإيجاز: فإن البشرية قد طوت مدارج من التكامل بمضي الزمان ولا زالت، والعاقل هو من يقف على مقتضيات زمانه ويتكيّف مع تحولاته الصحيحة، وقد ورد هذا المعنى في روايات عديدة منها: ماروي عن الإمام الصادق(ع) قال في حكم داود(ع): على العاقل أن يكون عارفاً بزمانه مقبلاً على شأنه. وعنه(ع) قال: العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس.

معرفة الأيام

وقال أمير المؤمنين(ع) : من عرف الأيام لم يغفل عن الاستعداد. رأى الرسول(ص) أن اتساع الفتوح يقضي بأن يتعلّم بعض اصحابه صنعة الدبابات والمجانيق والضبور فأرسل إلى جرش اليمن اثنين من اصحابه يتعلمانها.

شرط السعادة 

إن الشرط الأساسي اذن في سعادة وفلاح الفرد والمجتمع هو الوقوف على تطورات الزمان وتكامله، والسير قدماً مع التحولات المختلفة في مختلف مظاهر الحياة. والعاقل هو من يتكيّف مع التطور الصحيح لعصره وينتفع من مزاياه المفيدة.

سرعة تكيّف جيل الشباب والجيل القديم

يلتفت جيل الشباب بسرعة كبيرة نحو الأفكار الحديثة والتطورات الجديدة بسبب ميله إلى التجدد والبحث عن كل حديث، ويتكيف مع مقتضيات الزمان، وعلى العكس من ذلك الجيل القديم المحافظ فهو يميل إلى إتّباع الآداب والتقاليد الماضية والاحتفاظ ما أمكن بالمناهج السالفة في برنامجه الحياتي وهذا الاختلاف في الميل اصبح مصدر جانب من الاختلاف بين الشباب والشيوخ في محيط الأسرة والمجتمع. ونحن لا يمكننا القول ان عصيان جيل الشباب وتمرده على آداب وتقاليد الجيل القديم هو امر مفيد دائماً وابداً بالعكس، قد يكون في بعض الحالات مصدراً لاخطار كبيرة واضرار جمة لا تعوّض. ولكن دون شك يمكن القول انه لو ارشدت الرغبة إلى كل ما هو جديد عند الشباب في الطريق الصحيح وسارت هذه الرغبة يتوجيه من المربين الاكفاء في مسيرها السليم وحفظت من الافراط والتطرف اللامطلوب فستكون اداةً لتجديد بناء البيئة ومصدراً للكثير من التحولات الاجتماعية، ويمكنها ايضاً أن تنقذ المجتمع من بعض التقاليد الفاسدة والآداب الخاطئة وتحفظه من الانحطاط التراجع بل ومن السقوط والانحراف احياناً.