دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

عمارة مرقد السيدة زينب(ع)

لاشك في أن عمارة مراقد العظماء المنتمين إلى المنبت النبوي الطاهر (سلام الله عليهم) من أظهر موارد العبادات واكمل الاعمال الصالحة وتعظيم لشعائر الله التي هي من تقوى القلوب وهي البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه بالغدو والآصال وقبورهم العالية أحد مصاديق هذه البيوت إذ هم أحياء عند ربهم يرزقون واياها عنى النبي الأعظم في حديث له مخاطباً لأمير المؤمنين (ع) ان شاء الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوة من عباده تحن اليكم وتحتمل الأذى والمذلة فيزورون قبوركم ويكثرون زيارتها تقرباً منهم إلى الله تعالى ومودة منهم لرسوله اولئك المخصوصون بشفاعتي الواردون حوضي وهم زواري غداً في الجنة يا علي من عمّر قبوركم وتعاهدها فكأنما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس ومن زار قبوركم عدل ذلك ثواب سبعين حجة بعد حجة الاسلام وخرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمه وبشر اولياءك ومحبيك من النعيم وقرة العين بما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ولكن حثالة من الناس يعيرون زواركم كما تعير الزانية بزناها اولئك هم شرار أمتي لا نالتهم شفاعتي ولا يردون حوضي . فلا نزاع في أن مشهد سيدتنا العقيلة الحوراء زينب(س) من اجلى مصاديق هذه البيوت المرفوعة وفي الرعيل الأول من مشاهد الأولياء والصديقين والشهداء والصالحين وفي وتشييده وعمارة حرمه ابقاء لشرفها واظهار لمقامها الأسمى وتقرب إلى جدّها النبي (ص). وقيّض الله لعمارته اُناساً لهم السعادة العظمى والمجد الموثل ولهم الذكرى في الدارين وبمساعيهم الجبارة تجلبب المشهد بهجة وبهاء وهو اليوم في ابهج مناظره بقبته التي تطاول الجوزاء وتناطح السماء رفعة وسناء وشأت الكواكب حسناً وازدهاراً وكذلك ذلك الحرم المنيع المضاهي ملكوت العرش واروقته المترقرقة بالقوارير الفائقة على الافلاك وصحنه المضارع لباحة القدس وباحة الجلال تحاكي غرف الفردوس وصروحها.