دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

فاطمة بنت الإمام الحسن(ع)

إحدى العلويات المخدّرات، والصدّيقات الطاهرات، ذات علم وفضل وحياء، وعفّة وكمال. ويكفيها فخراً أنّها أحدى أغصان الشجرة الطيّبة. فهي بنت الإمام الحسن(ع)، وعمّها الإمام الحسين(ع)، وجدّها الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(ع)، وزوجها الإمام زين العابدين علي بن الحسين(ع)، وولدها باقر علوم أهل البيت الإمام محمد بن علي(ع). لها كرامات كثيرة، منها ما رواه الكليني في الكافي عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن عبدالله بن أحمد، عن صالح بن مزيد، عن عبدالله بن المغيرة، عن أبي الصباح، عن أبي جعفر(ع) قال: كانت أمّي قاعدة عند جدار، فتصدّع الجدار وسمعنا هدّةً شديدة، فقالت بيدها: لا وحقّ المصطفى ما أذن الله لك في السقوط، فبقى معلّقاً في الجو حتى جازته، فتصدّق أبي عنها بمائة دينار.(1) وممّا يدل على مكانتها العالية ومنزلتها السامية قول الإمام الصادق(ع) في حقّها، ففي الكافي أيضاً قال الكليني: قال أبو الصباح: وذكر أبو عبدالله(ع) جدّته اُم أبيه يوماً فقال: كانت صديّقةً، لم تدرك في آل الحسن امرأة مثلها.(2) وقد حضرت هذه العلويّة مع زوجها وابنها واقعة الطف في يوم عاشورا، وبذلك تكون قد شاهدت ما جرى على آل الرسول (ع) في ذلك اليوم من مصائب ومحن، فقد شاهدت مصرع عمّها الحسين (ع)، وقتل أخيها القاسم وبقيّة الأبطال من آل البيت والأصحاب الكرام. وشاهدت أيضاً زوجها العليل مكبلاً بالأغلال، وولدها البالغ من العمر أربع سنوات يشكو العطش، فصبرت واحتسبت ذلك في سبيل الله.(3)

1- الكافي390:1 حديث 1 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي(ع).

2- المصدر السابق.

3- أعيان الشيعة1: 650و8: 390.