دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

من حياة المستبصرات » من حياة المستبصرات

أم حسين المصرية

نشأت في بيئة محافظة محبّه لأهل البيت ولكن ليست موالية لهم كسائر الاُسر المصرية ، وكنت سنية المذهب ولكن غير متعصبة للمذهب ، كنت بسيطة في أفكاري الدينية . وقد منّ الله تعالى عليّ بزوج صالح مؤمن ، وسافرنا إلى المانيا لاستكمال دراسته هناك وكان في ذلك الوقت سني المذهب ، ولكنه كان ملتزماً متشرعاً وكان يرى أن المذهب السني ضعيف في الجانب الفكري والروحي .
وفي المانيا تعرفنا على عدة من الأخوة العراقيين الشيعة وكانوا على قمة الأخلاق والالتزام بالأحكام الشرعية ، واعطونا كتب كثيرة من كتب الشيعة مثل كتاب المراجعات وغيرها .
وقرأنا هذه الكتب وتعجبنا من قوة الأدلة والحجج في حقانية مذهب أهل البيت عليهم السلام والعجيب أن هذه الحجج والأدلة موجودة في كتب السنة ولكنا لم نكن مطلعين عليها .
وأنجذبنا لهذا المذهب ولكن كنا في بداية الأمر نجد صعوبة لمخالفة مذهبنا ومذهب أهلنا وبعد بحثنا وأخذنا بالأدلة وخصوصاً من كتبنا وكتب القرآن وجدنا أن مذهب أهل البيت هو طريق النور ، والهداية إلى طريق الحق والطريق إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى .
ومن حيث الجانب التاريخي قرأنا كتب عن مظلومية أهل البيت وخصوصاً مظلومية فاطمة الزهراء عليها السلام ومقتل الحسن والحسين عليهم السلام فتأثرنا كثيراً لهذه المظلومية . وكنا نقرأ كثير من روايات أئمة أهل البيت فوجدنا فيها نوراً وهدى متفق مع حديث أهل البيت (ع) فتأثرنا بها كثيراً .
ومن حيث الجانب الفقهي لمذهب أهل البيت وجدت أن فقه أهل البيت عليهم السلام غني ويشمل جميع نواحي الحياة وكلها أحكام منسجمة مع الفطرة ، واهتمامهم بالطهارة التي لم أجدها عند أهل السنة ، وكل شيء كنت أحتاجه من الامور الفقهية حتى ولو كانت بسيطة كنت أجدها في كتب الفقه .
أما بالنسبة لأدعية أهل البيت فلم يكن لها مثيل في كتب أهل السنة مثل دعاء كميل ودعاء أبي حمزة والأدعية الواردة بعد كل صلاة ، والأدعية اليومية وزيارات الأئمة (ع) يومياً ، كل هذه الأدعية وغيرها تكشف عن شدة الارتباط بالله والقرب منه سبحانه وتعالى وهم سفينة النجاة حقاً .
فوجدنا مذهب أهل البيت مذهباً متكاملاً يعطي نظاماً ثابتاً للحياة وذلك بضرورة وجود المعصوم من آدم عليه السلام إلى ظهورالحجة عليه السلام على خلاف أهل السنة وبالرغم من التاريخية الموجودة وانتشرت علوم أهل البيت وهذا دليل على حفظ الله سبحانه وتعالى لمقامهم كحفظه للقرآن .
كيف لا نؤمن بهم (ع) وحديث الثقلين حجة على كل الناس في كل زمان ومكان ، وأن أهل السنة للأسف في بلدنا يعرفوا هذا الحديث ولكن بسبب التراث الذي ورثوه من السلاطين الظلمة لم يهتموا به .
ولو اطلعوا على ما اطلعت عليه لتوجهوا أكثر إلى هذا المذهب ولكنهم محجوبين عن هذا النور ونتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يوفق أولادنا إلى المذهب الحق وهو مذهب أهل البيت ويكونوا علماء على منهجهم ويفيدوا بلدهم في المستقبل أن شاء الله والله ولي التوفيق .
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين .