دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

من حياة المستبصرات » من حياة المستبصرات

شادية علي خليفة - العراق - حنفي

المولد والنشأة

ولدت السيدة شادية علي خليفة بمدينة كركوك عام(1976م) في شمال العراق. و يقطن هذه المنطقة غالبية من الاكراد يدين اكثرهم بالدين الاسلامي، وتقدر نسبة الشيعة في صفوفهم بأقل من(10%).
وقد نشأت السيدة شادية في وسط عائلة كردية تعتنق المذهب الحنفي، الذي يكثر اتباعه في وسط العراق.

الاسلام والمرأة

لايخفى على احد من المسلمين مدى عناية الاسلام بالانسان عموماً، فالميزان فيه التقوى، اذ كلما كانت كفة التقوى ارجح كان الانسان اكرم‎«إن اكرمكم عندالله أتقاكم»
فلا الجنس ولا القومية ولا اللون يؤثر في هذا الميزان.
لكن مع الاسف الشديد عدم تطبيق تعاليم الاسلام ادى الى ضياع كثير من الحقوق، ومنها حقوق المرأة، التي من حجرها يعرج الانبياء (عليهم السلام) والصلحاء الى السماء، وهي المدرسة الاولى التي يُعد فيها الانسان.
ورغم مامرت به المرأة، الا انها كانت وما تزال - في نظرالاسلام- عنصر يشاطر الرجل في اداء دوره وتأثيره في المجتمع، ومواقف السيدة خديجة الكبرى (عليهم السلام) ، وسيدة النساء فاطمة الزهراء(عليها السلام)، والعقيلة زينب(عليها السلام)، مواقف خالدة ومشرقة تستلهم الاجيال منها الدروس والعبر.

نقطة التحول

هذه الامور اطلعت السيدة شادية على قسم منها من خلال زوجها - الذي يبدو أنه سلك هذا الطريق المنير من قبل- ومن خلال بعض الكتب التي وفرها لها، فرأت نظرة الاسلام عموماً و مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) خصوصاً للمرأة، فهم قد بينوا معالم الطريق لكل سالك، وقد رأت ان ما دوّن في هذا الصدد لا يأباه عقل ولا فطرة، واخذت من خلال هذا المجال - حقوق المرأة- تتعرف اكثر على مبادئ التشيع، فرأت العقائد والفقه والسيرة، كلها تتلاءم مع القرآن، وكيف لا يكون كذلك وائمة هذا المذهب عدله، وفي بيوتهم نزل، فقررت اتباع مدرستهم والتعبد بالشريعة وفق مذهبهم (عليهم السلام) .

ثبات على العقيدة

وعندما علم المقربون من السيدة شادية علي خليفة باتباعها لمدرسة اهل البيت (عليهم السلام) ، اخذوا يعاملونها وزوجها بجفاء و خشونة، وهذه مشكلة - مع شديدالاسف- متكررة، ومنشؤها ضيق الافق، وتلقي الموروث بدون دراسة ومقارنة وتحليل.
إلا انها ثبتت على المبدأ الصحيح مستلهمة هذا الثبات من مواقف الزهراء (عليها السلام)، وسليلتها زينب(عليها السلام).
وهكذا تدخل السيدة شادية الى عالم النور الالهي من خلال العترة الطاهرة(سلام الله وصلواته عليهم).