دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

من حياة المستبصرات » من حياة المستبصرات

بربارا سيبلر (فاطمة) - ألمانيا - مسيحية

ولدت في "ألمانيا الغربيّة" ، ونشأت في أسرة مسيحيّة ، ثمّ حصلت على شهادة البكالوريوس.

الاهتمام بالدين:

كانت "بربارا" من المهتمّات بشأن دينها ; لأنّها كانت تعي بأنّ التديّن فطرة إنسانيّة لها جذور متأصّلة في ذات الإنسان ، وأنّ كلّ إنسان لا بدّ له من دين وطريقة في الحياة ، ولكن هذه الطريقة قد تكون خاطئة وقد تكون صحيحة.
فاذا كانت خاطئة فإنّها ستدفع صاحبها إلى الانحراف، وممارسة الطقوس والشعائر الخرافيّة التي لا تكون لها نتيجة سوى الانحطاط والضلال.
ولكن إذا كانت هذه الطريقة صحيحة فإنّها سترشد صاحبها إلى الطريق التعبّديّ السليم، وتقوده نحو شاطىء الأمان والسلام.
انطلقت "بربارا" من منطلق اهتمامها بالدين نحو دراسة الديانة المسيحيّة بصورة معمّقة ، ولكنّها واجهت خلال البحث بأنّ هذه الديانة لا تروي تعطّشها الفطريّ وذلك نتيجة وجود الكثير من الثغرات في بنيتها العقائديّة.
كما أنّها كانت مقتنعة بأنّ الأناجيل محرّفة ، كما أنّها تتضمّن الغموض من ناحية المعاني ، ولكنّها مع ذلك بقيت متمسّكة بديانتها ; لأنّها لم تجد طريقاً آخر يمكن الوصول به إلى الله تعالى.

تعرّفها على القرآن الكريم:

تعرّفت "بربارا" ـ عن طريق التقائها بأحد أتباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام) ـ على القرآن الكريم ، فاشتاقت لقراءته والتعرّف عليه ، ثمّ خصّصت لنفسها وقتاً للتعرّف على هذا الكتاب الذي يدّعي المسلمون أنّه من الله تعالى.
طالعت "بربارا" القرآن الكريم فأصابتها الدهشة من العظمة الكامنة فيه ; لأنّها وجدته كتاباً إلهيّاً من المستحيل لبشر أن يأتي بمثله ، وهو كتاب للإنسانيّة كلّها، وهو دستور شامل وتبيان لكلّ شيء، يحتاجه الإنسان في طريق هدايته إلى الله تعالى وهو كما قال تعالى:
(وَنَزّلنَا عَلَيكَ الكتابَ تِبيَاناً لكلّ شَيء وَهُدى وَرَحمَة وَبُشرَى لِلمسلِمِين) (النحل:89) فلم تتمالك "بربارا" نفسها ، فخرّت إلى الأرض ساجدة للربّ الذي أنزل هذا الكتاب لهداية البشريّة.

اعتناقها للإسلام:

ومن هذا المنطلق توجّهت "بربارا" نحو الإسلام ، وبدأت بمطالعة أصول ومعارف ومباني هذا الدين حتّى اقتنعت بضرورة اعتناق الإسلام والتمسّك بأهل البيت(عليهم السلام) الذين هم الجهة الوحيدة القادرة بفضل الله تعالى على النهوض بمهمّة تفسيره بعد التحاق الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)بالرفيق الأعلى ، فأعلنت استبصارها بعد ذلك لتعيش باقي حياتها في ظلّ الحياة النورانيّة التي تقتبس نورها من القرآن الكريم ومن أقوال الرسول وأهل بيته(عليهم السلام).