دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

يا من إذا جاد لم تعقب عطيّته

في وجه سائله ذلاً ولا فشلا

ومن يك العرش شيئا في جوانحه

غدت لضيافنه أهل السّما خولا

أنت الذي مقلة الزهراء منزلة

ومن على قلب طه أنت من نزلا

وأنت ظلّ تعالى في العوالم بل

أنت الذي المثل الأعلى به مثلا

عج بالقيع وذاكرني الغرام به

ونزّه الحسن فيه وأنثر الغزلا

وجاذب المجد أطراف السّخاء وصل

بين النبي وبين الله ما وُصلا

وقف على قبر أزكى الخلق فيه وقل

الله لو لم تنم عيناك ما سئلا

يا بؤبؤ الجود بل يا عظم راحته

وآفة الفقر بل يا حمّة البخلا

يا من على الكاف سار الوافدون له

ففرّق النون في أعناقهم حللا

أشتهر الإمام الحسن المجتبى(ع) بهذا اللقب من دون سائر الرجال، ولهذا اللقب دلالة بعيدة الغور، لأن أهل البيت (ع) قد جمعوا غز الفضائل والمناقب وجميل الصفات، ومن أبرز تلك الخصال (الكرم)، وقد عرّفوه: بأنه إيثار الغير بالخير، ولا تستعمله العرب إلّا في المحاسن الكثيرة، ولا يقال كريم حتى يظهر منه ذلك. والكريم هو الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل، ومن ذلك يعلم أن للكرم معنى واسعاً لا ينحصر في بذل المال أو إقرا الضيف أو حسن الضيافة، فإنها من مصاديق الكرم لا تمام معناه، وعلى ضوء هذا المعنى الشامل للكرم تجلى لنا المراد من وصف أهل البيت(ع) بأنهم أكرم الناس على الاطلاق لما اشتملوا عليه من أنواع الخير والشرف والفضائل، وقد حفظ لنا التاريخ شيئاً من ذلك وحدّث به الرواة، كما يتجلى لنا أيضا من خلاله اتصارف الإمام الحسن (ع) بهذه الخصلة واشتهاره بها فإنه كان كثير الإنفاق على الفقراء وقد خرج لله عن ماله مرات عديدة وكان يؤثر بالمال كل طالب له منه ولم يؤثر عنه أنّه ردّ رسائلاً يوماً ما.