دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

يعمل المحتفلون بالعيد على إظهار فرحهم وسرورهم الداّخلي، وتبدو عليهم آثاره، وهذا لا يختصّ بفئة من الفئات، أو جماعة من النّاس، بل تتوافق على انعكاس البهجة فيه على كل محيط المحتفل، بما يتوافق مع المناسبة التي أقرّت كعيد لهذه الجماعة أو تلك، وكثيراً ما تظهر الفرحة عند المحتفلين بالعيد بالزينة والطعام والشراب واللباس، فيعمل الناس على تجديد الملبس، والتمتّع بطيب المأكل ولذيذ المشرب، بالإضافة إلى الاجتماع وتبادل التهاني والتمنيات بعضهم لبعض. ومّما يدّل على أنّ هذه المظاهر من لوازم العيد، وتجري في أذهان النّاس مجرى الفطرة، في روايات أهل البيت(ع)، ما ورد عن سويد بن غفلة، قال: (دخلت عليه يعني أمير المؤمنين (ع) يوم عيد فإذا عنده فاثور (أي خوان) عليه خبز السمّراء يعني حنطة وصفحة فيها خطيفة وملبنة، فقلت: يا أمير المؤمنين يوم عيد وخطيفة؟ فقال: إنّما هذا عيد من غفر له. فحلاوة العيد ولذته بالمغفرة الناتجة عن العمل الصالح الذي يبقى في ميزان الاعمال لا الذي يضمحل ويبطل بالرياء والمن. فهنيئاً لكم أيها المؤمنون وبورك عيدكم وجعل الله كل ايامكم اعياد. ونبقى معا نتأمل العيد الذي يتغلب وينتصر فيه الحق على الباطل كما وعد الله تعالى فقال عز من قائل: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) وقال تعالى : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) وقال تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ). ووعد رسوله (ص) فقال: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من أمّتي يواطىء اسمه وكنيته كنيتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلما). وصدق الله تعالى ورسوله(ص) اللهم عجل لمولانا الفرج والعافية والنصر.