دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

بدرٌ أطلّ على الخلائق أمجداً

من بيت أحمد ساجداً متعبّداً

في النصف من رمضان طاب ولادةً

سبط النبيّ مهلّلاًوموحّداً

في جود شهر الخير جاء المجتبى 

ليكون جوداً للصّحاب وللعدى

شهرٌ به فتح الودود مضيفه

للصائمين المخبتين تودّدا

أسموه بالحسن الزكيّ مثابةً

للمكرمات وللتسامح والهدى

هو أوّل الإسباط شبل محمّد

وكريم آل البيت يبلغ مقصداً

ما ردّ سائله وإن لو ناله

من بعضهم بعضٌ غليظٌ أو عدا

أنجبت يا شهر الفضيلة فرقداً

من آل بيت المالكين السؤددا

حسن المحيّا قائدٌ متمرسٌ

وملاذ شيعته إذ الحقد اعتدى

ثاني الأئمة والأمان لأمّة

بليت بشرّ الحاكمين مفسدا

أطل على العالم الإسلامي نور الإمامة من بيت أذن الله يرفع، ويذكر فيه اسمه، وانبثق من دوحة النبوّة والإمامة فرع طيب زاك رفع الله به كيان الإسلام، وأشاد به صروح الإيمان، وأصلح به بين فئتين عظيمتين. لقد استقبل حفيد الرسول(ص) وسبطه الأكبر سيد شباب أهل الجنّة دنيا الوجود في شهر هو أبرك الشهور وأفضلها حتّى سمّي شهر الله، وهو شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وكان ذلك في السنة الثانية، أو الثالثة من الهجرة وقد شوهدت في هذا الوليد طلعة الرسول(ص) وبدت أنوارالنبوة ومحاسن الإمامة. ولما أذيع نبأ ولادة الصديقة بالمولود المبارك غمرت موجات من السرور والفرح قلب النبيّ(ص) فسارع إلى بيت ابنته- أعزّ الباقين، والباقيات عليه من أبنائه- ليهنئها بمولودها الجديد ويبارك به لأخيه أميرالمؤنين، ويفيض على المولود شيئاً من مكرمات نفسه التي طبق شذاها العالم .