دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

في كلّ عام، تجدد ذكرى مولد الإمام محمّد بن الحسن المهدي (عج)، وهو الساكن في قلب الزمن الذي تمرّ أعوامه وشهوره، منتظراً من كلّ جيل أن يلتفت إلى ما تعنيه ذكراه من رمزية دينية وإنسانية عالية، تفتح المجال أمامنا على مزيد من المسؤولية والوعي. علينا أن نعرف أنّ معنى انتظارنا للإمام المهدي(عج)، ليس هو الانتظار السلبيّ، كمن يجلس حائراً قلقاً ينتظر إنساناً يأتي إليه، ولكنّه الإنتظار الإيجابيّ الذي يقول فيه الإنسان لنفسه، ويقول فيه المجتمع لأفراده: إنّ الإمام سوف يظهر من أجل ان يعيد الإسلام جديداً، ومن أجل أن يعيد الحقّ قويّاً، ومن أجل أن ينشر العدل الشّامل في الأرض كلّها. إنّ الانتظار ليس معناه الجمود عبر تأكيد روحيّة الخنوع والاستكانة والخضوع للظّالمين، والعيش على أمل مجيء المخلّص، وهو الإمام الحجّة، فذلك غاية الجهل والسلبيّة التي تقتل الفرد والجماعة وتحاصر عقولهم، بل الانتظار هو الدافع الإيجابي والحافز للإنسان أن ينهض بنفسه، فيفتحها على كلّ قيم الرّسالة والدّعوة بالشّكل الواعي والحكيم، وأن يفهم دوره ومسؤوليّاته تجاه الحياة.

شوقاً إليك وفي يمينك بيرق

ومنازل الدّنيا بوجهك تشرق

أقبل إمام العصر يا بن محمد

فجهاد حزب الله باسمك ينطق

بك نستغيث فقد سئمنا فرقة

نرجو الوفاق ومن سواك يوفّق

طال الدّمار قلوبنا وعقولنا

والفازعون مغرّب ومشرّق

وقوافل الشرفاء تطلب قائداً

يهدي الى العليا وهو مصدّق

فاز الذين تحلّقوا بلوائه

متآزرين هدىً ولم يتفرّقوا

أقبل إمام العصر أصلح حالنا

وأغمر تصحّرنا بغيث يورق

فنفوسنا عطشى سقاية صالح

من منهل طهر بما يتدفّق

من نبع أحمد إذ يفيض معينه

بهدى الإمامة سائغاً نتذوق

تالله ما فرج يفكّ قيودنا إلّا إمام بالعدالة يفرق

سنظلّ ندعو الله جلّ جلاله

فرجاً لآل محمّد يتحقّق

بظهور قائدنا وصاحب أمرنا

فخر الإمامة من له نتشوّق