دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

عقيلة حيدر

وذكرت اذ وقفت عقيلة حيدر

محزونة تصغي لصوت أخيها

بأبي ألتي ورثت مصائب أمها

فغدت تقابلها بصبر ابيها

لم تله عن جمع العيال وحفظهم

بفراق اخوتها وفقد بنيها

لاقت العقيلة زينب الكبرى (س) ما لاقت من المصائب المهمولة، والرزايا الذهلة، والفجائع الرهيبة، فضحت وصبرتوتكلفت اليتامي والارامل، وجمعت العيال المرشدين في صحرا كربلاء وحفظتهم فكانت كأمها الزهرا(ع) في نهجها من التضحية لله تعالى، لتثبيت الحق واعلاء معالم الرسالة ورفع لواء الامامة المظلومة، فلها المنن الجمة على كل معتنقي الاسلام، ولها في اعناقهم ان يسعوا في احياء ذكرها والاشادة بمآثرها والاستضاءة بسيرتها... فمن كزينب في التاريخ خاضت غمار واقعة عظمى كواقعة الطف، ومن كزينب ضحت وعانت في تلك النكبة العظمى كنكبة كربلاء الحسين، ومن كزينب شهدت كما شهدت يوم عاشوراء، فصبرت...

رأت أطفال اخوتها عطاشى

كؤوس الحتف تسقى بالنبال

رأت اخوانها الأبرار صرعى

مغيرة المحاسن والجمال

رأت خيل العداة ترض صدراً

لكافلها بميدان القتال

رأت أبيات آل الله نهباً

وفيها النار تلهب باشتعال

رأت خفرات أحمد حائرات

حواسر قد برزن من الحجال

رأت تلك الأيامى واليتامى

تسير الى الشام على الجمال

رأت تلك الرؤوس يد الاعادي

تطوف بها على الأسل الطوال

رأت زين العباد يئن شجواً

من الأغلال والداء العضال