دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

أمرنا سبحانه وجميع البشر بالحج للبيت العتيق، والطواف حوله واستلام الحجر الأسود، والسعي بين الصفا والمروة، والصعود على عرفات للوقوف على صعيده الطاهر، ورمي الجمرات في منى وغير ذلك من مناسك الحج الإسلامية التي تنطوي على معاني رفيعة عالية، ومغازي معنوية سامية، ونفعل ذلك بأمر من الله وسنةٍمن رسوله(ص)، لا عبادة للحجر والمدر والصخور، وما شابه ذلك من مكونات تلك الأماكن المقدسة الطاهرة. وهل نشرك بالله في أفعالنا العبادية تلك، لا سيما ونحن نترك الأهل والمال والبلاد ونقصد البيت العتيق لنحجّ إلى الله عبادة وطاعة، وتقرّباً إلى جناب قدسه بالمغفرة وزيادة الاجر بالجنة. والأعجب من هذا وذاك في هذا النوع من التفكير، واعتصامهم برواية عمر ابن الخطاب الذي يحتجّ بها الشيخ عبد العزيز إمام المسجد النبوي الشريف، بمحاورة له مع بعض الإخوة الكرام حيث يقول عمر للحجر الأسود- بعدما قبّله- : (إني أعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضرّ، ولو لا أنّي رأيت النبي ص يقبّلك ما قبّلتك). ولكن هنا الشيخ ذهل عن جواب الإمام علي(ع) لعمر في نفس الموقف، حين بيّن له غلط عقيدته، وأعطاه الصحيح ببيانه الفصيح، حين قال له: نعم والله إنه ليضرّ وينفع ، لأنه الحجر الذي وضع فيه ميثاق الخلق عندما جمعهم الله في عالم الذر، وألقمه لهذا الحجر وكان أبيض من الثلج، وهو من حجار الجنة.. وسوف يشهد لكل من أتاه واستلمه يوم القيامة.