دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

الزيارة مكروهة، وبالتخصيص محرمة، ونداؤها من الشرك، والبناء عليها من أكبر الكبائر.. عند السلفية والوهابية، كيف ولماذا؟ اعلم أن البناء على قبور الأنبياء والعباد المصطفين تعظيم لشعائر الله، وهو من تقوى القلوب ومن السنن الحسنة.. حيث إنه احترام لصاحب القبر، وباعث على زيارته، وعلى عبادة الله عزّوجلّ- بالصلاة والقراءة والذكر وغيرها- عنده، وملجأ للزائرين والغرباء والمساكين والتالين والمصلّين. بل هو إعلاء لشأن الدين، فعن النبي(ص) : (من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة).(1) وقد بُني على مراقد الأنبياء(ع) قبل ظهور الإسلام وبعده، فلم ينكره النبي(ص) ولا حتى أحد من الصحابة والخلفاء، كالقباب المبنية على قبر دانيال في شوشتر، وهود وصالح ويونس وذي الكفل(ع) والأنبياء في بيت المقدس وما يليها، كالجبل الذي دفن فيه موسى(ع) (بالأردن)، وبلد الخليل مدفن سيدنا إبراهيم (ع) (في فلسطين). بل الحجر المبني جوار الكعبة المشرفة على قبر سيدنا إسماعيل(ع) وأمه (الذي صار للمسلمين مصلّى)، وأول من بنى حجرة قبر النبي (ع) باللبن- بعد أن كانت مقومة بجريد النخل- عمر بن الخطاب، ثم تناوب الخلفاء على تعميرها. (2)

 

1- مسند أحمد: ج4 ص 361.

2- الوهابية: ص49، وفاء الوفاء: ج2 ص 647.