دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

قبر فضة جارية فاطمة (ع) بالشام

قبر فضة جارية فاطمة (ع) بالشام ومن اقتضاء السياق يحسن لنا أن نبحث عن هذه البطلة الجليلة التي وقفت حباتها في خدمة بضعة النبي الأعظم فاطمة الزهراء(ع) ثم العقيلة الحوراء زينب ولم تفارقها حتى ماتت وقبرها بمقبرة الباب الصغير بدمشق معروف من قديم تلقته الايدي يداً عن يد وهو قديم زارته السيدة نفيسة زوجة اسحاق المؤتمن بن الامام جعفر الصادق (ع) سنة 193 هـ عندما زارت قبر العقيلة زينب بقرية راوية بغوطة دمشق. وفضة وما ادراك ما فضة! هي بنت لبعض ملوك الهند كما يراه البرسي صاحب مشارق الانوار او من أهل الحبشة كما يروى عن ابن عباس والإمام الصادق (ع) ولذلك تذكر في الكتب بفضة النوبية وهكذا ذكره في الاصابة وتفسير الثعلبي في تفسير سورة الانسان ويرى العلامة النقدي انها بنت لبعض ملوك الحبشة ورأينا في بعض الآثار ولا تحصرنا الآن انها جاءت مع جعفر الطيار (ع) لما رجع عن الحبشة او اشتراها امير المؤمنين (ع) لخدمة فاطمة (ع) شاطرت فضة الزهراء (ع) وخدمتها مدة وتجلت فيها خصال سيدتها الجليلة من زهد وتقوى وورع حتى بلغت مرتبة لا تدانيها امرأة من الامة. عرفت معاني القرآن ورموزها فلم تتكلم عشرين سنة إلّا به ولما أعجبت الخليفة الثاني علمها بالفقه وذكائها لم يسعه إلّا ان قال (شعرة من آل أبي طالب افقه من عمر بن الخطاب) ذكره الجاحظ عن الصادق(ع) شاركت فقة النوبية سادتها في نزول سورة الانسان وهي احدى ممن نزلت في شأنهم ثبت ذلك بالاخبار الصحيحة الثابتة عن طرق الخاصة والعامة. قالت الكاتبة الدمشقية زينب الفوازية في ذكر كونها ممن نزلت فيهم السورة ساوت نفسها بسيدتها فنالت فخراً لم ينله غيرها من نساء العرب وبقيت بخدمة آل البيت حتى توفاها الله. ومن كرامتها انها استنزلت مائدة من اطعمة الجنة ذوات الالوان المستطابة في شهر رمضان لما تشرفت بدعوة النبي الأعظم في بيتها ليفطر صومه عندها فلما شمّ النبي من بيتها ريح الجنة فقال مفتخراً الحمدلله الذي وهب لابنتي فاطمة جارية مثلها كمثل مريم بنت عمران وأقرظها أمير المؤمنين (ع) لخدماتها بصفاء العقيدة وكمال الاخلاص فدعا في حقها وقال : (اللهم بارك لنا في فضتنا) ما أكبرها من وسام ذهبي منحه الإمام علي ينمّ عن نفسيّة فضة القدسية ولمهارة سيرتها الزاكية ومقامها الأرفع ولو لم يكن لها سواه لكفاها فخراً وعظمة.

تتمة البحث في العدد القادم