دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

إنّ الله تعالى كما يعطي الإنسان بعمله وجهده، كذلك يعطيه لفقره وضعفه وحاجته.

رحمة الله تنزل على مواضع الطاعة والعمل والجهد والإخلاص، والتقوى، كما ينزل على مواضع الفقر والحاجة والضعف. فإذا لم يجد العبد في عمله وجهده موضعاً يليق بهبوط رحمة الله، وهو كذلك، طلب من الله تعالى أن يعطيه لفقره وضعفه وحاجته. ولكي يجتذب العبد رحمة الله تعالى بفقره وحاجته وفاقته لابد أن يكون إحساسه بالفاقة والفقر إلى الله إحساساً حقيقياً واقعياً، وليس تظاهراً بالفقر والحاجة فقط. والله تعالى يعطي عباده بالطاعة والأعمال الصالحة، كما يرزقهم المغفرة بسيئاتهم وذنوبهم. ولكن شرط الاول أن لا يأخذ العبد (العجب) بأعماله، فإن العجب يفسد العمل ويحبطه، وشرط الثاني أن يشعر بالندم والخجل من سوء أعماله شعوراً حقيقياً، عندئذ تستنزل الطاعة والاعمال الصالحة رحمة الله تعالى من خزائن رحمته الواسعة، وتستنزل ذنوبه وسيئاته- إذا اقترنت بالتوبة الصادقة والندم والخجل- مغفرته ورحمته * فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ*.