دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

يا بعيد المدى

يا بعيد المدى في العاشر من شهر ربيع الثاني عام1330هـ ق، تعرض الحرم الرضوي الشريف لعدوان روسي مسلح بذريعة الحفاظ على ارواح الرعايا الروس في مشهد واعادة الامن والنظام للمدينة وذلك في خطوة قصد منها دعم محمد علي شاه والحفاظ على المصالح الروسية في ايران، وخلال هذا العدوان تعرض الضريح المقدس للإمام الرضا(ع) لقصف المدفعية الروسية، الا ان التخريب الذي اصاب الضريح وبعض الابنية العائدة له تم اصلاحه بسرعة بفعل جهود وتبرّعات الاخيار والمحسنين. اما بعد الحكم القاجاري، فقد استمرت عمليات توسيع الروضة الرضوية، وبلغت هدايا اهل البر والاحسان مبالغ طائلة مما سهل عمليات التوسيع هذه بصورة ملموسة. على انه وبعد قيام الجمهورية الاسلامية عام 1979 اصبحت الروضة الرضوية والمنطقة المحيطة بها تحظى بمشاريع عمرانية وخدمية واسعة النطاق حيث تم في السنوات الاخيرة شق نفق دائري حول الحرم الرضوي ويتصل بالشوارع المحيطة به لتسهل حركه المرور والوصول اليه كما تم بناء جامعة للعلوم الاسلامية اضافة إلى بناء مكتبة ضخمة ومنحف مستوصف وعدة اروقة اخرى. وكل هذا الاهتمام استهدف استيعاب الأعداد الضخمة من زوار ضريح الامام الرضا(ع) الذين يبلغ عددهم في بعض المناسبات المليوني زائر.

كما ودّع الطفل درّ الحنان          برغم عواطفه يُفطم

كماودّعت زهرة حقلها               ففاض الشذى وارتمى البرعم

كما ودعت رعشات الضحى         بلابل باتت به تحلم

كما ودع الحلم المشتهى            شبابٌ إلى الشّيب يستسلم

كما ودع القلب دار الحبيب         فارخت عيون وشاط الدم

مثلت أودع قبر الرضا                 وقد شفّ لي سرّه المبهم

ونور الإمامة حول الضريح             غمر بفيض الهدى مرزم

فجلت كأنّي ببيت الإله                وكعبته الجدث الأعظم

تجول الورى حوله مثلما               يجول بأشواطه المحرم

وتضرع أنفسهم بالدعاء                إلى مصدر الخير تسترحم

سيولٌ تدافع من مثلها                 فهذي تمس وذي تهجم

وتلك تقبّل في لهفة                   فينبض قلبٌ ويضرى فم

وفي مكّة حجرٌ واحدٌ                  يسابق باللثم إذ يرحم

ولكن هنا في ضريح الأما              م أحجاره كلها تلثم (1)

1- السيد حسين تقي بحرالعلوم، شعراء الغري 254:3.