دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

تكنّى العقيلة زينب (س) بأم كلثوم بشهادة الامام جعفر الصادق(ع)

تواتر الاخبار عن طرق الخاصة والعامة ان الخطبة التي رواها حذلم أو حزام (باختلاف الكلمات والراوي واحد) في الكوفة هي للعقيلة الحوراء زينب بنت علي(ع) لم يختلف فيه اثنان. فروى الطبرسي صاحب الاحتجاج وابن طاوس وابن نما الحلي وشيخ الطائفة والجاحظ باختلاف الكلمات والمعنى واحد، قال حذيم بن شريك الأسدي رأيت زينب بنت علي يومئذ و لم خفرة والله انطلق منها كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) وقد اومأت إلى الناس أن اسكتوا فارتدت الانفاس وسكنت الاجراس ثم قال: وساق الخطبة إلى آخرها هؤلاء العلماء صرحوا باسم زينب بنت علي(ع) ولا خلاف بينهم أن زينب هذه هي الكبرى. ولكن يرويها الثقة الأقدم أحمد بن أبي طاهر بن طيفور البغدادي المتوفى 280هـ بثلاثة أسانيد أخر اثنان ينتهيان إلى حزام الأسدي أو حذيم الأسدي وفيهما «سمعت ام كلثوم بنت علي وهي تقول فلم أر خفرة والله انطق منها كأنما تنزع عن لسان أمير المؤمنين». وقال في سنج آخر: اخبرنا يحيى بن حماد البصري عن يحيى بن الحجاج عن جعفر بن محمد عن آبائه وفيه رأيت أم كلثوم (ع) ولم أر خفرة والله انطق منها كأنما تنطق على لسان أمير المؤمنين ثم ساق الخطبة. فيمقاربة جميع الروايات السابقة بثلاثة روايات باسانيد أخر لابن طيفور وفيها رواية الامام الصادق (ع) يتضح الأمر بيّنا أن مراد الامام بأم كلثوم (ع) زينب الكبرى العقيلة بلا ريب ولا يشك أجد من علماء الفريقين في ان الامام عني بأم كلثوم غير العقيلة زينب وأنّى لغيرها مثل هذه البلاغة والطلاقة فثبت ان أم كلثوم كنية للعقيلة زينب بلا نزاع ويتضح منه أيضاَ ان الطلاق أم كلثوم منصرف إلى العقيلة الحوراء (ع) وهي أم كلثوم عند المتقدمين إذا اطلقت كما قال النقدي (رح). وأما خطبة أم كلثوم غير العقيلة زينب فليست هي هذه الخطبة التي رواها حزيم الأسدي بل غيرها وأولها ( يا أهل الكوفة سوءة لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه) رواها ابن طاوس وابن نما بل الحق كما قال البحاثة الكبير المغفور له السيد عبدالرزاق المقرم ان هذه الخطبة جزء من كلام العقيلة زينب السابق وليست هي خطبة على حدة فلذلك لم يروها الطبرسي في الاحتجاج والشيخ الطوسي في الأمالي والجاحظ في البيان والتبيين وإنما أوردها أهل المقاتل وهي تساوي نصف صفحة فلو كانت خطبة مستقلة كخطبة العقيلة زينب لاستفاض ذكرها، فلا تجد لها خطبة في مجلس يزيد كما تجد خطبة العقيلة وخطبة على بن الحسين(ع) مستقلتين وهما من محاسن الخطب ومن أروع أمثلة البلاغة العربية فخطبة أم كلثوم هي نفس خطبة العقيلة وجزء منها إنما فرقها ارباب المقاتل.