أهمية الحج

إنّ الحج بالإضافة إلى قدسيتة فإنّه من أهم المؤتمرات العبادية السياسية التي تعقد في العالم الإسلامي، حيث تُعرضُ فيه أهم المشاكل التي تواجه المسلمين سواء أكانت من الناحية الاقتصادية، أم الاجتماعية، أو المشاكل السياسية الداخلية والخارجية، مضافاً إلى أنه من أهم الروابط التي يعرف بها المسلمون بعضهم بعضاً. وقد حجّ الإمام الصادق(ع) مراتٍ متعددةً والتقى بكثير من الحجاج المسلمين، وقد كان المعلم والمرشد لهم على مسائل الحجّ، فقد جهد هو وأبوه الإمام الباقر(ع) على بيان أحكام الحجّ بشكل تفضيليًّ، وعنهما أخذ الرواة والفقهاء أحكام هذه الفريضة، ولولا هما لما عُرفت مسائل الحج وأحكامه. وكان الإمام الصادق(ع) يؤدي بخضوعٍ وخشوعٍ مراسيم الحجّ من الطواف، والوقوف في عرفاتٍ ومنى، وقد روى بكر بن محمّد الأزدي فقال: خرجت أطوف، وإلى جنبي الإمام أبو عبدالله الصادق(ع) حتّى فرغ طوافه ثم مال فصلى ركعتين بين ركن البيت والحجر، وسمعته يقول في أثناء سجوده: سجد وجهي لك تعبداً ورقاً، لا إله إلّا أنت حقاً حقا، الأوّل قبل كلّ شيء، والآخر بعد كلّ شيء، وها أنا ذا بين يديك، ناصيتي بيدك فاغفر لي إنه لا يغفر الذنب العظيم غيرك، فاغفر لي، فإني مقرّ بذنوبي على نفسي، ولا يدفع الذنب العظيم غيرك. ثم رفع رأسه الشريف، ووجهه كأنما غُمّس في الماء من كثرة البكاء.