دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

من المباديء التي سعى الإمام الصادق(ع) لترخيسها في نفوس الشيعة، وضمن الدور المشترك الذي مارسه الأئمة (عليهم السلام) من قبله، هي مسألة القيادة العالميّة المهدويّة التي تمثّل الإمتداد الشرعي لقيادة الرسول(ص) لأنها العقيدة التي تجسّد طموحات الأنبياء والأئمة حسب التفسير الإسلاميّ للتاريخ، الذي يؤكّد بأن وراثة الأرض سوف تكون للصالحين من عباده قال تعالى: *وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ* وترسيخ فكرة الإمام المهديّ وتربية الشيعة على الاعتقاد الدائم بها، تمنح الإنسان الشيعيّ الثائر روح الأمل الذي لا يتوقّف، والقدرة على الصمود والمصابرة، وعدم التنازل للباطل، فكان الإمام الصادق (ع) يقول: إذا قام القائم المهديّ لا تبقى أرضّ نودي فيها شهادة أن لا اله إلّا الله وأنّ محمداً رسول الله. وبالإيمان بقضية الإمام المهدي(ع) يشعر الإنسان المسلم إلى جانب الدّعم الغيبيّ بأنّ اهدافه التي سعى لإيجادها سوف تتحقّق، وأنّ النصر حليفه مهما طال الزمن، فقد سأل عبدالله بن عطاء المكّي الإمام الصادق (ع) عن سيرة المهدي كيف تكون؟ قال: يصنع كما صنع رسول الله (ص) يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله أمر الجاهلية، ويستأنف الإسلام جديداً. وبهذه الحقيقة التاريخية يزداد الشيعي اعتقاداً بأن جهده سوف يكون جزءاً من الحركة الإلهيّة بجهوده المستمرّة سوف يقترب من الهدف المنشود، ويرى الاضطهاد الذي يتعرّض له الشيعة والمسلمون سيزول حتماً حين ينتقم أصحاب الحقّ ممن ظلمهم وتعمّ العدالة وجه الأرض جميعاً.