دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

مقام الإعتراف

الخط الصاعد في علاقة العبدبالله، هو مقام الاعتراف بين يدي الله. واستمع إلى جمل الاعتراف بين يدي الله تعالى من الإمام زين العابدين(ع): (أنا يا ربّ الذي لم أستحيك في الخلاء، ولم أراقبك في الملاء. أنا صاحب الدّواهي العظمى، أنا الذي على سيده اجترأ، أنا الذي عصيتُ جبّار السّماء). هذه جمل من الاعتراف بين يدي الله، يعلمنا بها الإمام علي بن الحسين(ع) في هذا الدعاء الجليل. ويتساءل البعض: ما جدوى الاعتراف بين يدي الله؟ فإن الله تعالى عالم بما جنى العبد على نفسه، قبل هذا الاعتراف، ويذكر ما ينساه العبد من جنايته. والجواب: أن الاعتراف بين يدي الله ينفع العبد المعترف نفسه بين يدي الله. يذكّره بذنوبه وسيئاته وجرأته على مولاه، ويحسّسه، بصغار وذلّ بين يدي الله، ويشعره بالاستحياء من الله. إن العبد يعصي الله تعالى بحضوره، والله تعالى لا يغيب عن شيء من سيئاتنا وآثامنا، وهو حاضر في الكون كله، فإذا أدرك العبد هذه الحقيقة واستذكر ذنوبه وسيئاته بحضور الله استحيى من عند الله، وندم على ما صدر منه من السيئات، وعزم على الكف منها فيما يستقبل من حياته.. وهذه المقامات جميعاً (الحياء، الندم، التوبه، والعزم على الكفّ عن الذنب) منازل الرحمة الإلهية في حياة الإنسان.