دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

أول من كتب عن الزهراء(عليها السلام)

أول من كتب عن سيرة الصديقة الزهراء(ع) ودوّن تاريخ حياتها ومناقبها وذكر مظلوميتها والمصائب التي جرت عليها حتى استشهادها، هو التابعي الباذل نفسه لله عزوجل والمضحي في سبيله تعالى، بطل ساحة الجهاد بالسيف والقلم أبوصادق سليم بن قيس الهلالي الكوفي المتوفى سنة 76 للهجرة. وإن سليم دخل المدينة المنورة بعد مدة قصيرة تقارب ثلاث سنوات بعد استشهاد فاطمة الزهراء(ع) شرع وهو في عمر يناهز الستة عشر عاماً بتدوين وكتابة مؤلفه. فسجلّ الأحداث التاريخية التي جرت على الزهراء(ع) نقلاً عن شهود عيان كأميرالمؤمنين(ع) وسلمان وأبوذر والمقداد وغيرهم. وكتابه هذا عرف بأنه أول كتاب موجود دوّن في تاريخ الإسلام. ويتضمن هذا الكتاب ملاحظات مضبوطة ودقيقة ومقاطع تاريخية حسّاسة، وقد بيّن المؤلف فيه حقائق مضبوطة هامة ترتبط بالظلمة والغاصبين لحق الزهراء(ع) وبيّن كيفية دفاع أميرالمؤمنين(ع) عنها، وكيفية مرضها واستشهادها وغسلها وتكفينها ودفنها سراً، كما أنه سجّل الكثير من فضائلها ومناقبها والمصائب التي صبت عليها(ع). وهذا التراث الذي وصل بأيدينا بعد مرور ألف وأربعمائة عام استطاع أن ينجو من أيدي الظلمة والمعتمدين كالحجاج وغيره. وقد نال هذا الكتاب بعناية خاصة من مختلف المجتمعات وقد بادر البعض من ايران والعراق ولبنان وباكستان والهند إلى تحقيقه بصورة دقيقة وتامة، وترجم أيضاً إلى الفارسية والأردية والإنجليزية عدة مرات، وهو حالياً منتشر في جميع أقطار العالم. وبعد كتاب سليم يأتي كتاب تزويج فاطمة الزهراء(ع) تأليف محمد بن سيرين البصري(33هـ - 110هـ)، وهو كتاب ألف بصورة مستقلة حول الزهراء(ع) في القرن الأول وقد ذكرناه هنا للإشارة فقط وسيأتي ذكره بالتفصيل في باب ذكر الكتب حسب القرون. وهكذا استمر التأليف حول حياة الزهراء(ع) ومناقبها بعد ذلك بحيث لم تقف ولم تعتثر مسألة التأليف في زمان من الأزمنة طيلة ألف وأربعمائة عاماَ الماضية، بل كانت في تزايد يوماً بعد يوم. وهذه المؤلفات نشرت إما بصورة كتاب مستقل أو ضمن الكتب التاريخية. وهنالك كتب خطية موجودة في المكتبات العامة والخاصة قد ألفت حول الزهراء(ع) ولكن لم نعثر عليها بعد، لان فهرسة بعض المكتبات لم تعد بصورة كاملة لحد الآن أو لم يتم إعدادها بشكل تام. فعلى هذا يحتمل أن تزداد إحصائية عدد الكتب المؤلفة حول الزهراء(ع) فيما لو عثرنا على هذه الكتب.

تتمة البحث في العدد القادم