دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

أهلا بالشفيعة

في ذلك اليوم الذي يُحشر فيه الظالمون ووجوههم مسودّة. في ذلك اليوم الذي يعضُّ الظالم على يديه.. في ذلك اليوم الذي يجمع الله تعالى فيه فراعنة الأمم، وهم أذّلاء حقراء قد أذهلهم الفزع الأكبر، وقد تذكّر كلّ منهم أعماله ومخازيه وموبقاته. في ذلك اليوم الذي تتبخّر فيه الشخصيّات الجبّارة، وتنعدم فيه إمكانيات الطواغيت، وتسلب قدرة الفراعنة. في ذلك اليوم تظهر عظمة الصدّيقة الطّاهرة، ومنزلتها السّامية عند ربّها وجلالة قدرها وعظم شأنها. إنّه يومٌ عظيم، وعجيب ومدهش ومذهل. فأنبياء الله يحشرون من قبورهم، ويتّجهون نحو المحشر. وجميع الخلائق على إختلاف أديانهم وألوانهم وأعمالهم، وجميع الأمم على اختلاف شرائعهم... وجميع العالمين (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً). وحتّى الجنين الذي سقط عن بطن أمّه قد استوى إنساناً كاملاً، أكثرهم عراة وكلّهم حفاة. يجتمعون على صعيد المحشر، ويصّطفون صفوفاً تبلغ سبعين ألف صف، تبدأ الصفوف من أقصى الشرق وتنتهي إلى أقصى المغرب. في ذلك اليوم تتجلّى شخصيّة الزّهراء عند أهل المحشر. عن علي(ع) قال: سمعت النبيّ(ص) يقول: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من وراء الحجاب: يا أهل الجمع غضّوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمّد(ص) حتّى تمرّ.

وقف النّداء في موضع عبرت             فيه البتول: عيونكم غضّوا

فتغض والأبصار خاشعة                   وعلى بنان الظالم العضّ

تسود حـينئذ وجوه ووجوه                   أهل الحقّ تبيّضّ