دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

مصحف فاطمة (عليها السلام)

يا حبذا أن يكون أول كتاب مؤلف عن فاطمة الزهراء(ع) مدوناً بيد الإمام المعصوم (ع) وأن يكون منتسباً إلى أحد المعصومين(ع) وأن يكون باسم سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء (ع) وأن يكون موجوداً حالياً. ولله الحمد فإن الأمنية متحققة في كتاب مصحف فاطمة(س)، إذا هو كتاب نبعت مضامينه من لدن رب العزة والجلالة وانبثقت معارفه من العلم الإلهي الذي هبط به الأمين جبرائيل من الله تعالى على سيدة نساء العالمين، فأملته على الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(ع) وكان الإمام يكتب ذلك بيده المباركة. فنشأ بذلك مصحف فاطمة(س) بخط علي(ع) وإملاء فاطمة(س). ومصحف فاطمة هو كتاب قد تكفّلت يد المعصوم (ع) بصياغته وإعداده وأصبح وديعة إلهية عند الأئمة بعد القرآن الذي هو كلام الله سبحانه وتعالى. وهذا الكتاب وكتاب علي(ع) الذي هو بخطه وإملاء رسول الله(ص) هما كتابان من اللوح المحفوظ والسر الإلهي. وهذان الكتابان لا يقاسان بالكتب الأخرى التي ألّفها الناس الذين استقوا استنتاجاتهم من رؤاهم وأفكارهم الشخصية أو جمعوا ما جادت به أقلام الآخرين، لأن منهل علوم ومعارف هذين الكتابين يعود إلى الغيب وإلى الأسرار الإلهية، ولا يحق لأحد سوى الحجج أن يطّلعوا عليه ولا يستطيع أحد أن يستوعب هذه العلوم و المعارف، كما ليس لنا علم بمحتوى كتاب مصحف فاطمة(ع) سوى ما حدّثه أئمة أهل البيت (ع) لنا في الجملة وذكروا أنه كتاب يحتوي على أحداث ومجريات العالم منذ نشأتها حتى نهايتها، وأن تدوينه استغرق مدة سبعة وخمسين يوماً وهي مدة حياة فاطمة الزهراء (ع) بعد وفاة رسول الله(ع).

تتمة البحث في العدد القادم