دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

أيّكما أوجه عند الله

عن عبدالله بن مسعود، قال: دخلت يوماً على رسول الله (ص) فسلّمت فقلت: يا رسول الله، أرني الحق حتى أتّبعه وأنظر إليه عياناً. فقال (ص): يابن مسعود، لُج إلى المخدع فانظر ماذا ترى. فولجتُ فرأيت أميرالمؤمنين(ع) راكعاً وساجداً، وهو يقول عقيب صلاته: اللهم بحرمة نبيك محمد عبدك ورسولك، اغفر للخاطئين من شيعتي. قال ابن مسعود: فخرجت لأخبر رسول الله(ص) بذلك، فوجدته راكعاً وساجداً، ويخشع في ركوعه وسجوده وهو يقول: اللهم بحرمة عبدك علي وليك، اغفر للعاصين من أمّتي. قال ابن مسعود: فأخذني الهلع حتى غشي عليّ؛ فأوجز في صلاته فرفع النبي(ص) رأسه وقال: يابن مسعود، أكُفرٌ بعد الإيمان؟ فقلت: معاذ الله، ولكني رأيت علياً يسأل الله بك وأنت تسأل الله تعالى به! فلا أعلم أيكما أوجه عند الله تعالى من الآخر. فقال: يابن مسعود: إن الله تعالى خلقني وعلياً والحسن والحسين من نور عظمته قبل الخلق بألفى عام حين لا تسبيح ولا تقديس. فلما أراد الله أن ينشئ الصنعة فتق نوري فخلق منه السماوات والأرض، وأنا والله أجلّ وأفضل من السماوات والأرض، وفتق نور علي فخلق منه العرش والكرسي، وعلي والله أجلّ وأفضل من العرش والكرسي. وفتق نور الحسن فخلق منه اللوح والقلم، والحسن والله أجلّ من اللوح والقلم. وفتق نور الحسين فخلق منه الجنان والحور العين، والحسين والله أجلّ وأفضل منهما. فأظلمت المشارق والمغارب، فشكت الملائكة إلى الله عزوجل لظلمة وقالت: اللهم بحق هؤلاء الأشباح الذي خلقت إلا ما فرجت عنّا من هذه الظلمة، فخلق الله عزوجل روحاً وقرنها بأخرى، فخلق منها نوراً ثم أضاف النور إلى الروح فخلق منهما الزهراء فاطمة، فأقامها العرش. فمن ذلك سميت الزهراء، فأضاء منها المشرق والمغرب. يابن مسعود، إذا كان يوم القيامة يقول الله عزوجل لي ولعلي: أدخلا الجنة من شئتما وأدخلا النار من شئتما، وذلك قول الله تعالى «ألقيا في جهنم كل كفار عنيد» فقلت: يا رسول الله، من الكفّار العنيد؟ قال: الكفار من جحد نبوّتي، والعنيد من عاند علياً(ع) وأهل بيته وشيعته.