دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

ذكري لن تمحي

لقد كشفت واقعة كربلاء عن الكفر الخفي للأمويين، وأزالت الستار عن حقيقتهم وأظهرتها للأمة وللتاريخ، وهذا من ثمار واقعة الطف الخالدة التي سال فيها دم الإمام الطاهر والذي أصبح سببا لبقاء الدين وكشف كل المؤمرات الرامية إلي دحره والقضاء عليه. وفي كل ما صدر عن يزيد دليل قاطع علي كفره وعدم إيمانه أساساً وإرادته الجادّة لقتل الإمام الحسين(ع)، وردّ دامغ لكل من تسوّل له نفسه أن يدافع عن يزيد ويبرئ ساحته من الجريمة والغدر. كما انبري لذلك اتباع يزيد وأشياعه للدفاع عن كل الاعمال الإجرامية التي نفذها يزيد بحق الدين ورجاله الحقيقيين وبحق الإنسانية ففي ذلك الزمن بادر أبو موسي الأشعري بقوله: إن الحسين قتل بسيف جدّه!!. ومنهم من قال: انّه خارج علي إمام زمانه!!. وآخرون قالوا: بأنّه شقّ عصا الطاعة، وغيرها من الأقاويل التي تصب كلها في الدفاع عن مفهوم السلطة والخلافة والحكم ونظرية الملك التي أرساها أبو سفيان وثبّت قواعدها ولده معاوية، وتشبّت بها حفيده يزيد، فسبحان الله ذرية بعضها من بعض واليوم أيضاً شيعة آل أبي سفيان يسيروا علي المنهجية نفسها وهكذا الوعاظ لهم وأصحاب الاقلام المأجورة والضمائر الملوثة بحب الدنيا، يوظفوا كل ما لديهم من إمكانات للدفاع عن يزيد وتبرير كل ما صدر منه تجاه القيم السماوية، والإنسانية، فكتبوا كتباً عديدة منها كتاب بعنوان(يزيد بن معاوية أميرالمؤمنين المفتري عليه). فهؤلاء القوم أبناء أولئك القوم وهم شركاء معهم في كل جرائمهم وممارستهم، وسوف يكون مصيرهم مشتركاً، وهذا ما صرّح به الرسول الأعظم(ص):«من أحب قوماً حُشر معهم، ومن أحبّ عمل قوك اُشرك عملهم».