دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

أحكام المرأة والأسرة » كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

 

كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

 

بما أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم الواجبات الدينيّة، لذا نرى علماءنا أفردوا له باباً خاصّاً وبيّنوا شرائطه، ومن هذه الشرائط:

1 ـ عدم لزوم الضـرر على الآمر، سواء على نفسه أو ماله أو عرضه.

2 ـ معرفة المعروف والمنكر، ولو بصورة مجملة.

3 ـ احتمال التأثير على المأمور والمنهي.

4 ـ كون الفاعل المنكر والتارك المعروف عاملا بهما.

ويتأكّد وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حقّ المكلّف بالنسبة إلى أهله; فيجب عليه إذا رأى منهم التهاون في الواجبات، كـ: الصلاة وأجزائـها وشرائطها، كما إذا أخلّوا بالقراءة أو الأذكار الواجبة، أو عدم مراعاة شرائط الوضـوء، أو عدم المبالاة في نجاسـة الثوب والبدن، فيجب على المكلّف الأمر بالمعروف..

وكذلك ردعهم عن الذنوب، كـ: الغِيبة، والنميمة، والعدوان من بعضهم على بعض، أو العدوان على غيرهم، أو غير ذلك من المحرّمات.

والأبوان أحقّ من غيرهما في أداء هذا الواجب، لذا لا بُدّ من تذكّرهم من خلال القول اللين، أمّا غيره كالضـرب ونحوه من وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ففيها إشكال(1).

____________

1- احتياط وجوبي.


الصفحة 72

1 ـ لو اعتدت الزوجة على زوجها بالضرب فلا يجوز ضربها ضرباً يبقى أثره، كي يمنعها من تكرار هذه الحالة، وله أن يرفع أمرها إلى الحاكم الشرعي(1).

2 ـ يوجد إشكال(2) في ضرب المرأة السافرة من باب أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، ولا يجوز سبّها وشتمها لذلك.

3 ـ لو كانت الزوجة متهاونة بسترها الشرعي بالنسبة للوجه والكفّين حيث تكشفهما للناظر الأجنبي فلا يُسمح للزوج أن يجبرها على سترهما، ولكن له أن يمنعها من الخروج من الدار(3).

4 ـ يجوز الحضـور في مجالس تُرتكب فيها المعاصي إذا اقترن الحضـور بالنهي عن المنكر، ولو بإظهار الانزعاج والزجر عن المعصـية(4).

5 ـ لا يجوز لغير ولي الطفل أو المأذون من قبله أن يضرب الطفل لتأديبه، إذا ارتكب فعلا محرّماً، أو سبّب أذىً للآخرين.

ويجوز للولي أو المأذون من قبله أن يضرب الطفل للتأديب ضرباً خفيفاً غير مبرّح، لا يؤدّي إلى احمرار الجلد، بشرط أن لا يتجاوز ثلاث ضربات، وذلك فيما إذا توقّف التأديب عليه.

ولا يحقّ للأخ الشاب أن يضرب أخاه الطفل إلاّ إذا كان وليّاً أو مأذوناً من قبل الولي.

ولا يجوز ضرب التلميذ في المدرسة بدون إذن الولي أو المأذون من

____________

1- الاستفتاءات الخاصّة.

2- احتياط وجوبي.

3- الاستفتاءات الخاصّة.

4- الاستفتاءات الخاصّة.


الصفحة 73

قبله بتاتاً(1).

6 ـ لا يجوز ضرب البالغ لردعه عن فعل المنكر، إلاّ وفق ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع الاستئذان في ذلك من الحاكم الشرعي، على الأحوط استحباباً(2).

7 ـ لو أراد الأب أن يرشد ولده نحو السلوك الصحيح فلا يجوز للابن كشف خصوصيات الصديق الذي يرافقه، إلاّ إذا توقّف الردع على كشف السلوك(3).

8 ـ إذا وجد المكلّف منكراً يريد النهي عنه، أو معروفاً يأمر به، فلا بُدّ أن يبدأ بإظهار الكراهة والإنكار باللسان، فإذا لم ينفع انتقل إلى المرتبة الثانية بعد استحصال الإذن من الحاكم الشرعي، وهي اتّخاذ الإجراءات العمليّة متدرّجاً فيها من الأخـفّ إلى الأشـدّ(4).

9 ـ يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو كان المأمور بالمعروف ليس موالياً لأهل البيت (عليهم السلام) أو كان من الكتابيّـين الّذين يُحتمل التأثير فيهم مع أنّ ضـررهم مأمون، هذا إذا توفّرت بقية الشروط، ومنها أن لا يكون الفاعل معذوراً في ارتكاب المنكر أو ترك المعروف، وكذلك الجاهل المقصّـر(5)، فيُرشد إلى الحكم أوّلا ثمّ يؤمر أو ينهى إن أراد

____________

1- الفقه للمغتربين: 210.

2- الفقه للمغتربين: 211.

3- الفقه للمغتربين: 285.

4- الفقه للمغتربين: 110، والفتاوى الميسّرة: 268 ـ 270.

5- الجاهل المقصّـر: مَن جهل الحكم الشرعي بتهاون وتقصير من نفسه، مع توفّر طرق الوصول إليه، كـ: مراجعة الفقيه أو شخص آخر يعلّمه الحكم الذي يريده.


الصفحة 74

المخالفة.

10 ـ لو كان المنكر ممّا أُحرز بأنّ الشارع لا يرضـى بوقوعه، كـ: الإفساد في الأرض وقتل النفس المحترمة ونحو ذلك، فلا بُدّ من الردع عنه ولو كان الفاعل جاهلا قاصـراً(1).

 

*  *  *

 

____________

1- الفقه للمغتربين: 233، فقه الحضارة: 176، والجاهل القاصر: مَن جهل بالحكم وهو غير قادر على الوصول إليه بأي نحو من الأنحاء، كمَن يعيش في دولة بعيدة عن المعارف الدينية والأحكام كلّ البعـد.